استكان الشاي.. هل هو موروث شعبي ؟ أم ادمان مضر بالصحة ؟

في صباح كل يوم عراقي جميل ، ملؤه الصفاء والنقاء .. يفتتح العراقيون صباحهم باستكان جاي أبو الهيل ..





ثم يذهب كل إلى عمله أو إلى دوامه المدرسي او الجامعي فيحتسون الشاي هناك وبكميات كبيرة .. ثم تأتي فترة الظهيرة ويحين الغداء .. ثم يحضر استكان الشاي وبقوه .. وبعد اخذ قيلولة قصيرة يأتي عصر هذا اليوم ويتربع الشاي على عرش العصرونية .. ثم من يذهب إلى أصدقاءه إلى المقاهي أو إلى الأقارب والجيران وبالتأكيد لا ضيافة بدون شاي .. وبعد ذلك يأتي العشاء وكيف يطيب بدون .. استكان الشاي ...




ومن ظن أن الرحلة قد انتهت .. فانه مخطأ ... فقبل نهاية هذا اليوم تتجمع العائلة لمتابعة مسلسلها المفضل أو مشاهدة برنامج ما .. ويجلسون ويتسامرون ويكون محور الحديث عن يومهم وما جرى فيه فهل يطيب السمر وهل يحلو ال ( شكو ماكو ) بلا استكان الجاي العراقي المهيل ...







فهذه ليست مبالغة .. هذه حقيقة وواقع حال .. فكيف لا والعراقيين قد احتلوا وبجدارة المرتبة الأولى في احتساء الشاي رغم انه حديث العهد به مقارنة ببلدان أخرى مثل الصين والهند وبريطانيا وسريلانكا فالعراق فاق الجميع بشرب الشاي .





لكن السؤال الذي يطرح هنا .. هل الشاي هو موروث شعبي لدى العراقيين أم هو إدمان مضر بالصحة؟؟
فقد أكدت الدراسات إن الشاي هو سبب رئيس من أسباب فقر الدم التغذوي ،و إن هذه المسألة تستحق المزيد من الانتباه، ذلك لان الشاي يتسبب فيعدم امتصاص عنصر الحديد الموجود في الوجبة الغذائية، وحتى لا يمتص الجسم هذا العنصر يحدث انخفاض في نسبة الهيموغلوبين في الدم وعندها يصاب الإنسان بفقر الدم التغذوي حيث تظهر عليه علامات الشحوب والتعب الشديد وفقدان الشهية والخمول.


على الرغم من احتوائه على الماء بنسبة 99% وكميات قليلة جدا لا تكاد تفيد في شيء من النشويات وبعض المعادن والأملاح،وعلى هذا الأساس يمكن القول بتعبير علمي دقيق إن الشاي يفتقر إلى أية قيمةغذائية.





ولكن بالرغم من كل هذه المضار .. إلا إن الشاي يعتبر إدمان لدى العراقيين غير آبهين إذا كان مفيد أو مضر..
فهو يدخل وبقوة إلى حياة العراقيين ويتجلى هذا في الأمثال وفي الأغاني والقصائد الشعبية وحتى في لوحات الفنانين فهو المشروب الأساسي لرواد المقاهي والفقرة الأولى للصائمين بعد الإفطار والعلاج المضمون لكل من لم تنفع معه الأدوية في معالجة آلام الرأس والمقدم الأساسي والمهم في الضيافة فهو المشروب الأساسي والرئيسي لدى العراقيين .. وتعدى ذلك ليكون موروث شعبي يميز العراقيين تناقلته وتتناقله الأجيال جيلا بعد آخر ..