منتدى قلب القوش

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى قلب القوش

  ضرغام ياسر ميمو ججو بزونه يوفس حسام لارا سدير        

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

المواضيع الأخيرة

» الغاز منوعه
فوضة اشورية............ Emptyالجمعة مارس 09, 2018 3:22 am من طرف ضرغام شهارة

» كلمات منثورة فوق اغصان صمتي
فوضة اشورية............ Emptyالجمعة يونيو 26, 2015 9:12 am من طرف taher duski

» شعر العاشق المجنون
فوضة اشورية............ Emptyالأحد أبريل 12, 2015 7:55 am من طرف ضرغام شهارة

» وفاة الشاب المأسوف على شبابه ميلس باسم جما
فوضة اشورية............ Emptyالأحد أبريل 12, 2015 7:53 am من طرف ضرغام شهارة

» السيرة الذاتية للفنانة سارية السواس
فوضة اشورية............ Emptyالخميس نوفمبر 28, 2013 8:13 am من طرف ضرغام شهارة

» أفكارنا هي السبب الرئيسي لأمراضنا
فوضة اشورية............ Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2013 11:54 am من طرف ضرغام شهارة

» القرد ......
فوضة اشورية............ Emptyالأحد يونيو 23, 2013 8:11 am من طرف ضرغام شهارة

» سفرات مدرسية
فوضة اشورية............ Emptyالأحد يونيو 23, 2013 8:08 am من طرف ضرغام شهارة

» يوم توزيع النتائج
فوضة اشورية............ Emptyالأحد يونيو 23, 2013 8:07 am من طرف ضرغام شهارة

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 181 بتاريخ الثلاثاء يوليو 12, 2011 6:51 am

سحابة الكلمات الدلالية

دخول

لقد نسيت كلمة السر


2 مشترك

    فوضة اشورية............

    a7la_mdlal
    a7la_mdlal
    عضو فعال
    عضو فعال


    ذكر عدد المساهمات : 308
    تاريخ التسجيل : 16/08/2009
    العمر : 27

    فوضة اشورية............ Empty فوضة اشورية............

    مُساهمة من طرف a7la_mdlal الثلاثاء يناير 19, 2010 11:56 pm

    آشور كيواركيس – بيروت



    كل ما نحن عليه هو نتيجة تفكيرنا، فالفكر أساس كل شيء، وكما نفكر هكذا نصير - بوذا



    ليست الأسطر أدناه إلا جردة للسياسة الآشورية في العراق، وهي لا تطرح حلولا بقدر ما تذكــّــر الناخب الآشوري بخطإه الفادح في انتخابات /2005/، عسى أن تكون السنوات الأربعة الماضية عبرة له، وتهدف أيضا إلى إعلام القارئ الغير آشوري بأنه منذ سقوط صدّام وحتى اليوم لم يكن هناك تمثيل آشوري في العراق، ومن جهة أخرى لم تكن هناك سياسة وطنية صادقة من الدولة العراقية كون انعدام التمثيل الآشوري لا يبرّر جرائم الدولة العراقية ضد الآشوريين ديناً وقوميـّـة.



    وآخر ما صدر بخصوص مهزلة "العراق الجديد" هو تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان “Human Rights Watch” (تشرين الثاني/2009) الذي فضح مجدداً سياسة الأسلمة والتكريد بحق الشعب الآشــوري، حيث لا يزال الآشــوريون (مسيحيـّو العراق من كلدان وسريان ومشرقيين) مضطهدين علــى يد الإحتلال الكردي والدولة العراقية المتخلفة منذ تأسيسها، مروراً بالإرهاب التكريدي منذ 1961 والإرهاب التعريبي خلال عهد صدام، والإسلامي في فترة "الديموقراطية" بعد صدّام، تماما كما سبق أن إضطــُـهدوا في إيران وتركيا والعراق نفسه على يد نفس الجماعات، ولا تزال الدولة العراقية المتخلفة تتجاهل تهجير شعب بأكمله فيما تتآكلها المساومات السياسية في سبيل السرقة وفرض الأيديولوجيات المتخلفة الدخيلة على العراق بواسطة تيارات متذابحة متلاطمة منذ قرون علــى حكايات الفروسية، والنتيجة هي نفسها؛ إفراغ الأرض الآشــورية من أصحابها لدرجة أن حال آشوريي العراق أصبحت مضرب مثل يستعمله السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله لتحذير مسيحيي لبنان من مصيرهم.



    ورغم كل الأحداث والجرائم وتهجير نصف الشعب الآشــوري من العراق منذ سقوط صدام، لم تصل ردّة الفعل الآشــورية حتى إلى مستوى "الشكوى"، سوى من قبل بعض المنظمات الآشــورية الضعيفة أو من خلال بعض الكتابات والإحتجاجات في الخارج، ويقابل ذلك دور هدام لكنائس الشعب الآشوري في تقسيم الأمة الآشورية، وإنهزامية الأحزاب الآشورية العاملة في العراق وتورّطها في مشاريع تهدد الوجود القومي الآشوري من ناحية الأرض والهوية، مما انعكس سلبا علــى ثقة الشعب الآشــوري بمستقبله داخل العراق وبالتالي علــى حماسه لنيل حقوقه المشروعة علــى أرضه، وقد ساهم ذلك بشكل كبير في زيادة الهجرة الآشورية من العراق نتيجة الإرهاب الذي تمارسه دولة "العراق الجديد" بواسطة عصاباتها التكريدية والإسلامية بعد سقوط صدام.



    أن التاريخ أثبت بأن الشعب الآشــوري هو من أكثر شعوب العالم حماسا لنزعته القومية، ولكنه أقلها تنظيما، أي أن أرضية قيام حركة قومية آشــورية متينة كانت ولا تزال متوفــّرة ولكن الشعب الآشــوري بحاجة إلى خضّــة قوية داخل صفوفه، تهزّ مضاجع الفاسدين من ساسة ورجال الدين ليستطيع الإنطلاق بقضيته كما كل الشعوب المضطهدة. وإلى ذلك الحين سيبقى الشعب الآشوري تحت خطر الإندثار كونه لا يزال فاشلا أمام فساد قادته مما ينعكس سلبا على وجوده من ناحية الهوية والمصير (العنصران اللذان من أجلهما تنشأ الحركات القومية).



    فالسياسة الآشــورية هي الأظرف حتى اليوم ليس في تاريخ العراق فحسب بل حتى في تاريخ العالم، بحيث لم يسبق أن نامت أمـّـة علــى جراحها بدون أن تصرخ علــى الأقل، ولم يسبق أن تم قتل شعب في وضح النهار علــى الطرقات وتمّ تهجيره بالآلاف خلال يومين بدون معرفة هوية الفاعل، وليس هناك ممثل منتخب يسكت علــى سكوت دولته ويغطي كافة الجرائم بحق شعبه الأصيل في أرضه القومية لسنوات ولا يستفيق من سباته الطويل إلا كما الدب ليأكل – وأخيرا... ليس هناك شعب يسكت علــى تخاذل ممثله ومشاركته سياسيا في تلك الجرائم، إلا الشعب الآشــوري اليوم، الذي بدأ يتحوّل إلى مجرّد كتل من اللحم والعظام تمشي وتـثرثر وتبكي وتضحك وتؤيـّد وتصفـّق ثم تـتهرّب وتـتفرّج وتـتغافل... حتى تـتلاشى في المهاجر، ونحن نتحدّث هنا عن معاناة شعب مشتت في أصقاع المعمورة، إمتهَنَ الشهادة عبر تاريخه بدون مقابل وزادت أحزابه منذ العام 1957 في قتل آماله حيث كل ما بقيَ لديه هو أمنية "الأرض" تتناقلها الأجيال في البيوت والحكايات على المدفأة في القرى أو في أندية ومقاهي المهجر ... ولا يزال هذا الحنين حتى هذه اللحظة، عوضا عن أن يكون الأساس للحركة القومية الآشورية، ألا أنه بكل أسف يثير سخرية بعض الحزيبات الآشورية التي تحوّلت إلى مآوي للعجزة والعاطلين عن العمل والمتسوّلين وبذلك تحوّلت الحركة القومية الآشورية إلى مجرّد حـُـزيبات وشعب وشغب ...



    وفي مواكبة هذا الواقع الأليم تأسست في الأعوام الأخيرة أحزاب وتجمعات آشــورية مختلفة منها قومية آشــورية تضم آشــوريين من كافة الطوائف، ومنها فئوية (كلدانية – سريانية) يتم عادة افتتاحها إما بفتـنة رجال الدين أو بتعليمات الأكراد لتعمل بأسماء طائفية ولا تضمّ إلا أبناء تلك الطوائف، وكل هذا كان دليل علــى نشاط سلبي في المجتمع الآشــوري بحيث تفقد القومية الآشــورية اعتبارها وتنقسم علــى ذاتها، وهذا ما زاد من خيبة الشعب الآشــوري وأدّى به إلى تقصير لا إرادي يعود بالدرجة الأولى إلى افتقاره للوحدة الديموغرافية، والتي هي وحدها كانت ستشكل يوما ما مجتمعا سياسيا متراصـّا تواجه به الأمة الآشــورية العهر السياسي الذي يمارسه رجال الدين والأحزاب الإنهزامية بمساهمتهم في قتل هوية الأرض والشعب الآشــوريين وبتحويل الطوائف الآشــورية إلى قوميات جديدة، وبمباركة تكريد الأرض الآشــورية تارّة تحت شعار "العراق الديموقراطي الحر" وتارة أخرى تحت شعار "الحكم الذاتي"...



    ولو أردنا الغوص في مشكلة الذات لدى الفرد الآشوري سنحتاج إلى صفحات طويلة لتحليل النفسية الآشورية العجيبة وكيفية تقبلها للطروحات السياسية، وذلك بسبب ما واجهه الآشوريون من ذبح وتهجير وتقسيم مما أصاب الكثيرين بإحباط في غياب أحزاب قومية تستحقّ الإسم الآشوري منذ نهاية القضية الآشورية في العراق عام 1933 بحيث أتت أغلب الأحزاب منذ ذلك الحين كمؤسسات رومانسية لم تبرز إلا في مراحل السكون، أما عندما تدخل الأمـّة الآشورية في مراحل جدية فعندها فقط تبرز عورات أحزابها وهذا ما حصل بعد سقوط صدام عام 2003 فيما كانت تتمّ إعادة بناء دولة العراق المتخلفة على أنقاض دولة 1979 الأقلّ تخلفا.



    وكلما تعمقنا في مشكلة الضعف الآشوري لاحظنا بأن المسألة هي دائرة متواصلة بين طرفين يكملان بعضهما في حلقة دائمة: الطرف الأوّل هو خيبة الشعب الآشــوري، والطرف الثاني هو جهل السياسي الآشــوري من ناحية الثقافة القومية في حال كان غبياً، وأنانيته وجشعه واستغبائه لشعبه في حال كان ذكيـّـا، فبعد الإقتحام الكردي للبيت الآشــوري مـُستـترا تحت شعار "عراق ديموقراطي حرّ" أتى اقتحام آخر بالعمالة العلنية تحت شعار "الحكم الذاتي"، وهذا الإقتحام العلني لو نجح سيعزز الدور الكردي أكثر وأكثر داخل المجتمع الآشــوري، فالإنتخابات للمناصب في البرلمان الكردو-إسلامي المتخلف باتت علــى الأبواب، ولم يعد هناك من مجال أمام الناخب الآشــوري للإستغباء والحكم بالعواطف.



    وأمام ذلك يقف الناخب الآشــوري في حيرة من أمره، فليس لديه أحزاب يعتمد عليها في مواجهة سياسية التكريد كون الأحزاب العراقية المعارضة للمشروع الكردي أكثر تخلفا من القبائل الكردية، فإما أن يكون هؤلاء بعثيين من أيتام صدّام أو إسلاميين لا يجيدون التفريق بين بغداد وقــُـم، أو بغداد ومكـّــة، والحكومة والمؤسسات الدستورية في دولة "العراق الجديد" تـتـشكـّـل من كل هؤلاء وبذلك ليس للشعب الآشوري مُـعين إلا نفسه والضمير العالمي، فيما ينقسم على ذاته من خلال تعدّد المطالب والمشاريع، ومن هنا على الشعب الآشوري الإرتباط بمشاريع وطروحات يتمّ إبرازها كـ"قضيـّة"، ولكي يحسن اختيار المشاريع عليه معرفة خلفياتها التاريخية والسياسيـّة ثم الحكم بما يناسب وجوده القومي لذلك من الجدير دراسة خلفيات كلّ طرح بشفافية وبدون مراعاة المشاعر، وتنحصر هذه الطروحات بالجهات التالية :



    - الحركة الديموقراطية الآشــورية : مطالبة بالمزيد من الكراسي في المؤسسات الدستورية والإدارات العامة فيما يتم فناء الأمة الآشــورية.

    - المجلس الشعبي : استغلال تفاهة مطالب الحركة والمطالبة بتوسيع الإحتلال الكردي لآشــور، تحت شعار "الحكم الذاتي" المدغدغ للمشاعر.

    - المؤتمر الآشــوري العام : المطالبة بمساواة الآشــوريين مع باقي الفئات ضمن الفدرالية الدستورية (إقليم آشــور).

    بعد إعدام القادة الرجال في الحركة الديموقراطية الآشــورية في 03/02/1985 علــى يد نظام صدام، سهلت المهمة أمام البرزاني في احتواء الحركة تدريجيا وبشكل خاص بعد "إعادة تجميع القوى المعارضة" في شمال العراق وإعلان آشــور (شمال العراق) "منطقة آمنة" تحت الإحتلال الكردي بحماية إسرائيل والولايات المتحدة عام 1991، حيث بدأ الأكراد بمنح المناصب والأموال لأحزاب مختلف القوميات في شمال العراق وبذلك نجحوا في استمالة العديد من ساسة هذه القوميات (آشــوريون، تركمان، إيزيديون) وها نحن اليوم نحصد نتيجة ذلك بحيث تعاني كل هذه القوميات من التسوّس في داخلها بولادة مدارس التكريد. وإلى حين نشوء منظمات تأديبية، لن تستطيع الأمة الآشــورية تعطيل أدوات أعدائها (إغلاق مدارس التكريد الآشورية) إلا سياسيا وذلك عن طريق الإنتخابات، وعلينا في البداية فهم أساليب عمل هذه الأدوات، وأهمها الأداة الأكثر فعالية: التمثيل البرلماني المركزي (بغداد)، وذلك انطلاقا من مفهوم التمثيل وواجبات الممثل أيّ كان.

    بحسب تعريف قاموس ويبستر العالمي، إن "الممثل" (Representative)هو الشخص المخوّل بالتحدث بإسم مجموعة فوّضته لذلك برضاها - وفي هذه الحال يعتبر الممثل هو المسوؤل (الذي تتمّ مساءلته) الوحيد عن إيصال هموم أمته إلى حيث يجب، لذلك يقع اللوم بالدرجة الأولى علــى المنتخب والموكل من قبل الشعب وليس المعيـّـن من الغرباء، أما في الحالة الآشــورية وبسبب الفوضى وعدم وجود ضوابط تحدد للسياسي الآشــوري مساره، فقد بدأ موقع التمثيل الآشوري في البرلمان يتحوّل من رسالة وواجب قومي إلى وظيفة شهرية و Business، مما يهدد مصداقية كل من يتولى هذا المنصب حتى مستقبلا . لذلك وحفاظا علــى مصداقية هذا المنصب وقيمته، يجب ألا يقع الشعب الآشــوري في نفس الخطأ في الإنتخابات القادمة بل أن يقارن مواقف وسلوك ومطالب الممثل (إن وُجدَت) خلال السنوات الماضية مع متطلبات المرحلة، وبما أن السيد يونادم كنـّـا كان في هذا الموقع خلال السنوات الستة الماضية، فقد كان من واجبه هو أولا أن يطرح مشاكل الشعب الآشــوري للرأي العام العراقي كنائب منتخب في البرلمان الكردو-إسلامي في بغداد، وأن يـُـبرز تلك المشاكل للرأي العام العالمي كسكرتير للعنوان الجميل: "الحركة" – "الديموقراطية" – "الآشــورية" وعبر فروعها في المهجر، بينما نراه يطلّ علينا كل أربعة سنوات، وأيام قبل الإنتخابات، ببالون جديد، فتارة لديه عشرات الآلاف من المقاتلين يستطيع تسليحهم (بالون 2005) وتارة أخرى يطالب بالتحقيق الدولي (بالون 2009) علما أن هذا خارج صلاحياته كنائب في البرلمان، فيما لم يطالب حتى الآن بمحكمة "عراقية" من داخل البرلمان ومن ضمن صلاحياته، وكل هذه البالونات ليست إلا لذر الرماد في العيون كونه حتى لو تمّت الموافقة على إجراء تحقيق دولي فالنتيجة تتطلب سنوات، وكم آشوري سيبقى في آشور حتى ذلك الحين ؟



    إنّ النوستالجيـّة (الحنين إلى الوطن) لدى آشــوريي المهجر وشوقهم إلى آشــور حافظ علــى اعتبار الحركة الديموقراطية الآشــورية أملهم الوحيد (ومنهم كاتب هذه الأسطر حتى مؤتمر لندن للمعارضة العراقية - كانون الأوّل/2002) واستمرّ ذلك لدى البعض حتى في مرحلة انحطاطها القومي، كونها نجحت إلى حدّ ما بتغطية ذلك الإنحطاط بالإنجازات التربوية والإجتماعية مع العلم بأن واجبها يتعدّى ذلك بكثير. ورغم تخاذل ممثله، لا يزال قسم من الشعب الآشــوري مضللا يعيش حالة التبعية العمياء المبنية علــى فانتازيا عجيبة غريبة، كل ما يميّـزها عن حالة السكر هو أنها متجسدة في مؤسسة لها "تاريخ شهادة" رغم أن تلك المؤسسة لم تعد اليوم "حركة" كونها نائمة وبعيدة عن هموم الشعب، ولا "ديموقراطية" كونها أصبحت ملكا شخصيا يتحكم بمقدراتها شخص واحد أحد، ولا "آشــورية" كونها ترفض الخطاب الآشــوري، وهذا يثبت بأن الحركة أهملت شهادتها بنفسها وأصبحت طفيلية تنمو علــى حالة السكر والقصور الفكري لمجموعة من ضحايا الطروحات الرومانسية المملة، وتسمّى هذه المجموعة اليوم "القاعدة الشعبية للحركة" وهي تعتمد بشكل كبير علــى عاطفة الدياسبورا الآشــورية (المهجر) التي أغلبها نشأ بعيدا عن العراق والقابلة للتأثـر بصور بعض الشباب حاملين السلاح في سبيل "اللاقضية"، ويتمّ ملاحظة بساطة تلك القاعدة من خلال عدّة تطوّرات منذ سقوط صدام وكيفيـّة استغلال إخلاصها القومي وثقتها بالحركة :



    1- مظاهرة أمام البيت الأبيض تنظمها الحركة بسبب طرد يونادم كنـّـا من حكومة الإحتلال الكردي، هذا فيما تجاهلت طرد عشرات الآلاف من الآشوريين من منازلهم في بغداد والموصل ولم تحرّك "قاعدتها الشعبية" ضدّ ذلك حتى هذه اللحظة.

    2- تحريض الحركة لقاعدتها الشعبية على مظاهرات ضدّ "واو العطف" في عبارة "الكلدان والآشوريين" والمطالبة بتسمية "كلدوآشوريين" في الدستور الكردو- إسلامي، مع تجاهل بنود الأسلمة والتكريد سواء كنا "كلدان وآشوريين" أم "كلدوآشوريين".

    3- تجنيد قاعدة الحركة في حملات لجمع الأموال تحت شعار "مساعدة المهجرين" بدون أن يفكــّر أحد بكيفيـّـة "إيقاف التهجير".



    في طيـّـات هذا الواقع الشاذ لدى الذات الآشــورية (أفراداً ومؤسسات)، برزت مشاكل جمـّــة علــى صعيد المسار الآشــوري في العراق، وبشكل خاص في آشــور المحتلة (شمال العراق الحالي)، وبعد أن كانت الحركة الديموقراطية الآشــورية تنظيما تكريديا بشكل رسمي موثــّـق حيث نصّ برنامجها السياسي علــى "مساندة الحركة التحررية الكردية ودعم نضال الشعب الكردي في كردستان العراق وحقه في تقرير مصيره ضمن الوحدة الوطينة ..." (1) هذا فيما لم تتبنّ الحركة الديموقراطية "الآشــورية" أي دعم لأي تحرر "آشــوري" في "آشــور" ولا لحق "الشعب الآشــوري" في تقرير مصيره ضمن الوحدة الوطنية وحتى الأحزاب الكردية لم تعترف بالمثل للشعب الآشوري... مما يعني بأن الحركة تبنـّت تكريد الآشوريين أرضا وشعبا، وتغطية كافة جرائم عصابات البرزاني حتى منذ ما قبل سقوط صدّام. أما بعد سقوط صدام فقد تحوّلت الحركة إلى شركة إستثمارات إنتخابية، مشاركة في تطبيع سياسة الأسلمة والتكريد المؤكدة في الدستور الكردو- الإسلامي بحيث وافق نواب الحركة في برلمان الإحتلال الكردي علــى الدستور الدائم (لا سمَحَ الله)، والذي وافق عليه يونادم كنـّـا في البرلمان الكردو-إسلامي في بغداد، وهذا الإنعطاف نحو الأسوأ في سياسة الحركة بعد سقوط صدّام نلاحظه في الأدبيات الوطنية الساذجة التي ليست إلا تهربا من الأدبيات القومية، أهمها برنامجها الإنتخابي لعام 2005 الذي كان خير دليل علــى بداية نهاية الحركة (2) بحيث جاءت المطالب إصلاحية في إدارات الدولة والمجتمع العراقي، أما البند البطولي الوحيد في البرنامج الإنتخابي آنذاك فقد أتى ضبابيا تافها كما يلي : "تطبيق حقوقنا القومية الإدارية والسياسية والثقافية"، ولو اطلع الشعب الآشوري على مفهوم "الحقوق" في فكر الحركة الديموقراطية الآشورية لفهم جيدا لماذا وصلنا إلى هذه الحال.



    هذا كان من ناحية الوعود، أما من ناحية "الإنجازات"، ففي السنوات القليلة الماضية شهد الشعب الآشــوري بعض الأحداث التي واكبتها طروحات عدّة، ومن خلالها لوحظ مدى الفراغ الأيديولوجي لدى الحركة الديموقراطية الآشــورية وهروبها أمام كل مشروع كان من الممكن أن يحافظ قدر الإمكان علــى الوجود الآشــوري في العراق، والتصريحات الوطنية التافهة التي هدَمت كل ما ضحـّـى الشعب الآشوري من أجله منذ 1914 وحتى لحظة كتابة هذه الأسطر.



    فعندما كان يتمّ طرح المنطقة الآمنة كان جواب السيد كنـّـا بأنه يريد كل العراق آمنا، وبدأت الحركة تبث حملة عبر أبواقها بأنه سيتمّ وضع الآشوريين في مخيمات وكأنهم لاجئين في وطنهم، بينما نراهم اليوم لاجئين في مخيمات خارج وطنهم.



    وحين يتمّ طرح إقليم آشوري ضمن الفدرالية المنصوص عليها في الدستور كانت الحركة تردّ بأنه من المستحيل نقل آشــوريي بغداد مثلا إلى منطقة محدّدة بسبب حياتهم وأعمالهم في مناطق أخرى، ولكننا نرى اليوم بأنهم قد تمّ طردهم من بغداد إلى المهجر لغير رجعة ولجأ بعضهم مرغما إلى القرى الآشــورية في آشــور المحتلة، فبحسب تقرير للجمعية الخيرية الآشــورية (التابعة للحركة)، قبل حزيران/2008 هرب ما مجموعه 14815 عائلة إلى المحافظات الشمالية (3) (ما عدا الذين تم تهجيرهم إلى الخارج) واستمرّ عدد اللاجئين بالتزايد مما عزّز موقف الإحتلال الكردي في اعتباره "ملجأ المسيحيين" ونسيان كونه "مقبرة الآشــوريين". أما الحجـّة الأخرى ضد هذا الطرح فكان يرميها السيد كنـّـا بمزايدته الوطنية المعتادة قائلا بأنه ضد تميـّز الآشــوريين بمطالب عنصرية، متناسيا بأنّ المستمع يعلم جيدا كيف عَـمـَـل عشرات السنين لمشروع تكريد شمال العراق ودَعَمَ تميّز الأكراد بمطالب عنصرية كما أتى في البرنامج السياسي للحركة الديموقراطية الآشورية ...



    ولدى سؤال السيد كنـّـا عن سبب مطالبته بالكوتا الإنتخابية، يجيب يونادم كنـّـا بما حرفيـّـته : " في الحقيقة بسبب الوضع غيرالطبيعي الذي يمر به البلد، والهجرة والتهجير، وغير ذلك من الأسباب، أثرت كثيرا في الحد من مناطق تواجد شعبنا في بغداد ومناطق أخرى. ومن هذا المنطلق نتوجه الى المطالبة بالكوتا التي هي عبارة عن مقاعد محجوزة تضمن حضور وتمثيل شعبنا في مجلس النواب العراقي... " (4) أوليست "الكوتا المسيحية" تمييزا عنصريا أيضا ؟ فلماذا المطالبة بها حفاظا على "كراسي" الشعب المُهـَـجـّر، ورفض الإقليم الذي يحافظ على وجود الشعب بذاته ؟



    هذا كان بالنسبة لـ"بعض" إنجازات ومطالب" الممثل المنتخب وعمله على تدمير الوجود الآشــوري – العراقي، أما علــى الصعيد الآشــوري – الآشــوري، فقد اقتصرت الإنجازات علــى تدمير الميزات القومية في الخطاب الآشــوري وإثارة الفتن والقلاقل بين الآشــوريين، وكل ذلك من أجل لفت أنظار الشعب عن تخاذل ممثله في البرلمان ولجنة كتابة الدستور ثم لجنة تعديله وهذا واضح من خلال التعديلات التي لم تتضمن إلا المزيد من تهميش الشعب الآشــوري واستغبائه بسكوت ممثله وسكوت الشعب الآشــوري علــى سكوته، وأهم تلك "المصائب المنجزة" من قبل الحركة تقتصر علــى ما يلي:



    1- إلهاء الشعب الآشــوري بمشكلة الإسم الكوميدي المركب الذي أهملته اليوم الحركة نفسها معتمدة علــى إسم "المسيحيين".

    2- إلهاء الشعب الآشــوري بمشكلة السيد آشــور سورو (الأسقف باوي سورو سابقا) الذي نفخته حتى اعتبر نفسه "مارتن لوثر" كنيسة المشرق، ونراه اليوم متكثلكا معزولا بدون أي اعتبار سوى من قبل "بعض" أقاربه.

    3- إلهاء الشعب الآشــوري بإثارة الفتن داخل كبريات المؤسسات الآشــورية في المهجر بإقحام أشخاص غير كفوئين إجتماعيا وثقافيا وذلك من أجل تمكنها من السيطرة علــى المؤسسات الآشورية في المهجر من ناحية المال والدعاية الإنتخابية، كما حصل في الفيدريشن الآشوري (إتخاد الجمعيات الآشــورية في أميركا)، والمجلس القومي الآشــوري في إلينوي ... وغيرها في بلدان أخرى ... وليت ذلك كله كان من أجل أهداف نبيلة.

    4- التعتيم قدر الإمكان في إعلام الحركة (تلفزيون آشــور وجريدة "بهرا" ومواقع الحركة علــى الإنترنت) علــى اضطهاد الشعب الآشــوري علــى يد الأكراد للحفاظ علــى موقعها، وكذلك علــى يد التيارات الحاكمة في الدولة العراقية المتخلفة لضمان المناصب المستقبلية في المركز، كما يعمَد إعلام للحركة (المرئي والمسموع والمقروء) إلى قتل الروح القومية الآشورية ببث برامج لا علاقة لها بكل ما يخصّ الشعب الآشوري ولا تاريخه ولا ثقافته.

    5- تغطية التخاذل بالمطالب القومية التي تحافظ علــى الوجود الآشــوري في ارضه، بمطالب ثقافية تربوية رخيصة يحصل عليها الآشــوريون في بلدان المهجر حيث هم غرباء، وبدون أن يكون لديهم ممثلون في تلك البلدان.

    6- إبتكار عبارة "سهل نينوى" التافهة منذ أوكتوبر/2003 والتي ليس لها وجود لا في التاريخ ولا في الجغرافيا، مما حتــّــم مشروع تكريد جنوب المثلث الآشــوري بفصل مفهوم الأرض بين "نوهدرا" (المكرّدة إلى "دهوك") التي نامت الحركة علــى تكريدها، و"سهل نينوى" الذي رمته في الملعب الكردي.

    7- القضاء على الوجود القومي للأمة الآشورية بإظهارها كـ"مكوّن مسيحي" بدون هوية قومية محددة ومطالبة يونادم كنـّـا اعتباره "ممثل المسيحيين" رسميا منذ العام 2005 بموجب قرار المفوّضية العليا للإنتخابات آنذاك.

    8- اعتماد الحركة على أشخاص أميين للدعاية الخارجية كونها لم تجد مثقفين لدعمها، وبذلك تحوّلت الدعاية للحركة إلى إساءات موجـّـهة من قبل مسؤولي فروع الحركة في الخارج (أغلبهم أمـّـي) إلى الكتــّـاب والأحزاب الأخرى المعارضة لتخاذل الحركة، مما انعكس سلبا على سمعتها الأخلاقية ولا يزال.

    9- أثارة الإنقسامات والتمييز بين "آشوريي العراق" و "آشوريي المهجر" على أنه لا يحق للمهجر التدخـّل في شؤون العراق فيما تدعوهم الحركة دائما إلى المشاركة في انتخاب السيد كنـّـا ومساندة الحركة ماديا.



    إن الحركة الديموقراطية الآشــورية كانت في مرحلة ما، الأمل بالنسبة لقسم كبير من الشعب الآشــوري لطرح القضية الآشــورية في المنابر العراقية الرسمية وحتى العالمية كونها أوّل من نجح في بناء قاعدة متينة، ولكن يبدو أن إعادتها إلى آشوريتها بات اليوم مستحيلا بسبب ضعف الكوادر والأعضاء من ناحية الفكر والشخصيـّة والإنتماء البيئي، ورغم الإنتقادات من قبل الكثير من المساندين والكتـّـاب وحتى أعضاء الحركة، للسياسة الإنتحارية التي اتـّـبـعـَـتها، إلا أن كل ذلك لم يلقَ آذانا صاغية حيث جاء نهجها القاصر كسبب رئيسي لإعتكاف الكثير من أعضائها وفقدان الشعب الآشــوري ثقـته بها وبصاحبها علــى مستوى واسع، وهذه خسارة للأمة الآشورية أجمع وليس الحركة وحدها. وقد جاء ذلك كفرصة مؤاتية لأعداء الأمة الآشــورية لخلق بديل "آشوري" بعد تأسيسهم حركة قومية جديدة تحت الإسم الطائفي الكلداني (5) لتقسيم الأمة الآشورية، وليس من الممكن بأن يكون البديل الآشوري هذه المرّة "حزبا" بعد أن لاحظ الأكراد تأييد الشعب الآشــوري المغلوب علــى أمره للحركة الديموقراطية الآشــورية إلى حدّ ما في زمان ما، فتم اختيار "شخص" في بداية الأمر مقابل يونادم كنـّـأ، حيث وجد الأكراد ضالتهم في شخص سركيس آغاجان، الكردي سياسيا والآشوري فيزيولوجيا، والذي ينحدر من عائلة آشــورية مقربة من البرزاني ومن بطريرك الكنيسة الشرقية الآشــورية اليوم (الذي عادته الحركة وأثارت الفتن داخل كنيسته)، فهو بذلك، الرجل المناسب للمهمّـة التي أوكلت إليه بعد تهيأته بعدّة طرق ذكية تناسب مواجهة انهزامية الحركة الديموقراطية الآشورية، وذلك كما يلي :



    1- دعمه ماديا لإجتذاب التأييد الشعبي بعد أن تم إهمال الشعب الآشــوري من قبل الحركة والحكومة الكردو- إسلامية.

    2- قتـل وتهجير الآشوريين في المناطق التي تقع خارج الحدود الإدارية لإقليم الإحتلال الكردي وحيث تسيطر عصابات البرزاني، وبالتالي نشر الأغنية الكردية باللحن الآشــوري عن طريق آغاجان: "الأكراد العلمانيين أمامكم والتخلف الإسلامي وراؤكم"، هذا فيما يتزايد القتل والترهيب في نينوى ضد الآشــوريين وفي المناطق التي تقع تحت سيطرة عصابات البرزاني.

    3- العزف علــى وتر الإسم الكوميدي المركـّب الذي ابتكرته الحركة الديموقراطية الآشورية والذي أصبح الوسيلة الوحيدة لخداع البسطاء في سبيل الكراسي.



    هذا هو الشخص الذي لم يتردّد العدو الكردي في تعيينه كبديل عن يونادم كنـّـا، الذي بدوره تمّ الإستغناء عن خدماته بعد أن انتهت مهمته الدعائية للإحتلال الكردي، ومشاركته ببناء الكيان الكردي الغاصب علــى أرض الآشــوريين كما يفتخر حتى اليوم(6)، وبعد خلق "الشخص البديل" استطاع الأكراد وعن طريق نفس الشخص، خلقَ "مؤسسة بديلة" لتكون أكثر فعالية وتأثيرا داخل الشعب الآشــوري وخصوصا أنصار الحركة الديموقراطية الآشــورية الذي ملــّوا من تفاهة مطالب الحركة وتضييعها للوقت، حيث عَمَدَ الأكراد إلى تأسيس مهزلة ما يسمى "المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشــوري" ليكونَ بوقا كرديا تــُـغدَق عليه الأموال الطائلة وتؤسس له قناة فضائية كردية تحت إسم "عشتار" الآشــوري ليبث آيات التبجيل للبرزاني ومشروع بناء القرى الآشــورية الذي يقوم به آغاجان بأموال الإحتلال الكردي كما أقر بنفسه (7) وبذلك تتحوّل سلطة الإحتلال الكردي إلى الأمّ الحنون والكيان الكردي الغاصب إلى ملجأ لـ"المسيحيين" في نظر بعض الآشــوريين المغلوب علــى أمرهم، كما يتحوّل آغاجان (عضو حزب البرزاني) إلى "المخلــّــص" البديل الذي طالما انتظره الآشــوريون من الحركة الديموقراطية الآشــورية في السنوات الخوالي.



    هكذا وبعد أن خنقت الحركة الديموقراطية الآشــورية آمال الشعب الآشــوري وتحوّلت إلى مجرّد مضيـَـعة للوقت لصالح العدوّ الكردي وكرسي وأموال يونادم كنا وآله وصَحبه، فــُـتِحـَت البوابة الآشورية على مصراعيها ليدخل آغاجان ومجلسه ويحلّ محلّ الحركة التي كان قد لاحظ الإحتلال شعبيتها في فترة محدودة وأراد إبعادها مستغلا فضائح ماضي السيد يونادم كنــّـا المنشورة في الجرائد العراقية لتضمن سكوته، وفي نفس الوقت تستفيد الحركة اليوم من تبعيـّـة "مجلس آغاجان ونيجرفان الشعبي" للأكراد بحيث تستغلّ ذلك لتظهرَ بمظهر الطاهرة، ولن يعرف أنصار الحركة حقيقة نواياها إلا حين تتمّ إعادة توزير يونادم كنـّـا في حكومة الإحتلال الكردي، ولا يعتقدنّ أحدٌ بأنه تم إبعاد السيد كنـّـا من حكومة الإحتلال الكردي بسبب مواقفه القومية كونها معدومة، بل هذا عرفٌ في سياسة المحتل الذي يعمد دائما إلى دعم أحزاب تعمل وفقا لأجندته ثم ينهي أمرها بعد أن تقوى ليخلق أخرى وهكذا دواليك... وبذلك يضمن المحتل إضعاف الحركة السياسية لأصحاب الأرض كي لا تتمكن من الخروج عن طاعته، وقريبا يأتي دور المجلس الشعبي وآغاجان حين تتزايد شعبيـّــته أكثر .



    هذا كان بالنسبة لظروف ولادة المجلس، أما بالنسبة لمطالب الأكراد من خلاله فهي تتمثل بالحلوى المسمومة التي باتت تـُعرَف بـ"الحكم الذاتي" والتي تم خبزها مسبقا في مهرجان يونادم كنـّـا الإنتخابي في أوكتوبر/2003 تحت شعار "المنطقة الإدارية في سهل نينوى" وتمّت الدعاية لها بدءأ من استلام العصابات الكردية للأمن في نينوى عام /2004/ حيث جاءت عمليات القتل والترهيب ضدّ الآشــوريين في الموصل كدعائم لمطلب الحكم الذاتي بفرض الأمر الواقع من الأكراد (الإرهاب الكردي بإسم التيارات الإسلامية المتخلفة) كما أنّ وجوه المجلس معروفة في كلّ بلدة وقرية في آشــور المحتلة، بانتمائها السابق للتيارات المعادية للفكر القومي الآشوري، فأغلبهم أعضاء في حزب البرزاني والباقون هم إما بعثيون أو شيوعيـّون أو بعض المطرودين من الأحزاب الآشورية أو من المضللين بمواعظ الكنيسة والمصابين بعقدة "رهاب الآشورية" (Cool. ورغم ذلك ظهرت أولى العلامات العمليـّة لنجاح الأكراد وسقوط الحركة داخل البيت الآشــوري، من خلال انتخابات مجالس المحافظات بتاريـــــــخ 31/01/2009 حيث حاز المجلس على أكثر المقاعد، وهذا ما سيحصل في الإنتخابات البرلمانية القادمة فيما لو استمرّ الشعب الآشــوري فاتحا أبوابه لأعداء الأمة الآشورية، والإقتحام الكردي العلني للبيت الآشــوري المباح، سنشهد نتائجه الوخيمة بعد إنتخابات البرلمان الكردو-إسلامي المزمَع إجراؤها في آذار/2010، وعندها لن ينفع صرير الأسنان حين سيدفع الثمن الجميع بدون استثناء؛ الحركة وأنصارها ومعارضوها والأمة الآشــورية والأجيال اللاحقة بأكملها... لأن التمثيل في البرلمان الكردو-إسلامي في بغداد سيتحوّل من الإستكراد الخجول إلى الوقح والمدعوم ماديا وسياسيا من الأكراد أكثر من ذي قبل، تواجهه جبهة آشورية أخرى مدعومة من التيارات العروبية ومتمثلة بـدمية مستقلة ستنجح بأصوات عرب نينوى المعرّبـة وهنا تبدأ لعبة الصراع على جنوب المثلث الآشوري بين العرب والأكراد مستعملين دُماهم من الساسة الآشوريين فيما الشعب الآشوري يتخبـّـط في الإنقسامات الطائفية.



    وإذا كان الشعب الآشــوري قد شهد كل التخاذل والغدر من الحركة الديموقراطية الآشــورية بلجوئها إلى كل ما هو ضد الأمة الآشورية رغم حاجتها إلى الشعب الآشوري ماديا وإنتخابيا، فكيف ستكون الحال بمجلس ليس بحاجة إلى الشعب أصلا ؟ كما أن الإقتحام الكردي للبيت الآشــوري سينعكس سلبا علــى سمعة الآشــوريين الوطنية كونه ليس للمجلس الشعبي أي اعتبار بالنسبة لدولة العراق (رغم تخلفها) وخير دليل علــى ذلك هو الغياب العراقي الرسمي عن مؤتمرات المجلس رغم الدعوات الموجـّهة ... تلك المؤتمرات التي غالبا ما يفتتحها حزب البرزاني باللغة الكردية.



    أمـّـا بالنسبة للمطلب الآشوري العادل، والخالي من التقسيم الطائفي والمساومة على حقوق الأمة الآشورية في العراق، فهو ليس إلا "المساواة" التي هي حق طبيعي لكل فرد أو جماعة، وهو أقل ما يُمكن أن يطالب به شعبٌ أصيل يختلف قوميا ودينيا عن باقي الفئات في نظام فيدرالي، فما يضمن استمرار وجود الشعب الآشوري والحفاظ على ثقافته هو المساواة بالفدرالية بـإقليم آشوري ضمن العراق الواحد ووفقا للفدرالية – أي إقليم آشوري تابع للمركز مباشرة، أمـّـا بالنسبة للمساواة في المعاملة فيقتصر ذلك على تهيأة الأرضية الديموغرافية وذلك بإخلاء الأراضي المصادرة في كافة أنحاء العراق وعندها فقط تكون فدرلة العراق طبيعية وليست على حساب الفئات المستضعَفة، أو بإنشاء منطقة آمنة للشعب الآشوري تحت حماية الأمم المتحدة ليتمكـّن الآشوريون من تأسيس مقوّمات الإقليم الفدرالي من الناحية السكانية والإقتصادية.



    وبما أن الدستور هو ضمانة موثــّـــقة لكل فئات الشعب العراقي، فهو إذا ميزان الحقوق والمطالب وحين يكون متخلفا كما هي الحال اليوم فعندها لا يجب الإعتماد عليه في المطالبة بالحقوق بل يجب المطالبة بتعديله بما يتناسب مع مبدأ المساواة، فكيف يكون كافة العراقيين متساوين بحسب المادة /42/ (النصّ المعدّل) بينما لا يجوز سن قانون يتعارض مع الدين الإسلامي حسب المادة /4/ (النصّ المعدّل) - وبينما تعترف الحكومة بإقليم كردي وتصدر قانون أقاليم قبل معالجة الشذوذ الديموغرافي ؟؟؟؟ ... كل هذه الأسئلة تشكل لبّ المشكلة الآشورية في العراق وحتى الآن تمّ إهمالها بسبب ما أتينا على ذكره.



    وبسبب غدر الأحزاب الآشورية المتجذرة، وتضييعها لوقت الأمة الآشورية وبشكل خاص المنظمة الديموقراطية الآشورية والحركة الديموقراطية الآشورية، جاءت المطالب الآشورية الحقـّة متأخرة جداً كـوليدة من معاناة الأمـّـة، إنما كفرصة وحيدة للملمة ما تبقى من فتات الحركة القومية الآشورية في العصر الحديث، ولكن تــُـعتبـَر هذه المطالب الأقل مساندة من الشعب الآشوري ويعود ذلك للأسباب التالية :



    1- تأثر قسم كبير من الشعب الآشوري بالمواعظ الفاسدة لرجال الدين وبعض الساسة الذين يرفضون الإسم الآشوري خوفا من التورّط بمستحقاته المشروعة.

    2- عدم تقبــّـل قسم كبير من الشعب الآشوري الفكر الذي يضمن كرامته ومساواته مع باقي فئات الشعب العراقي واعتبار تلك المطالب (إقليم آشور) غير واقعية علما أن المساواة الدستورية هي من أبسط حقوق المواطنة، ويعود هذا إلى سوء التربية التي تلقتها الأجيال الآشورية على يد "الحزيبات" العتيقة التي أتينا على ذكرها بالإضافة إلى خرّيجي الشيوعية والإستكراد.

    3- تقصير إداري وتنظيمي من الأحزاب الشريفة من ناحية الإختلاط المكثـف بالمجتمع الآشوري سواء من ناحية الإعلام أو من ناحية تنظيم النشاطات، ويعود ذلك بدرجة كبيرة إلى ضعفها ماديا كونها لا تعتمد على دعم الغرباء.



    ولو أخذنا مآخذ البعض على المؤتمر الآشوري العام مثلا، كونه المؤسسة الآشورية الوحيدة العاملة في العراق (الآشورية سياسيا وفكريا)، للاحظنا البساطة في تلك المآخذ كونها تقتصر علــى شكليات تافهة قلما يهتم لها الإنسان الواعي والمثقف، مثل "قلة الأعضاء" و"ضعف نشاطه في العراق" أو"عدم واقعية مطالبه في المرحلة الحالية"، فما نفتقر إليه اليوم هو المبدأية كلبنة أولى في بنيان القضية، وإذا أردنا أن نكون مبدأيين علينا النظر أوّلا إلى الخلفية التي منها جاء التيار موضوع المناقشة (أسباب نشوئه) ومن ثم فكره ونهجه ومقارنة هذا الفكر مع متطلبات استمرارية الوجود الآشــوري في آشــور، والأهداف تبنى أوّلا على الحق وليس على المقدرة، لأن مقدرة ظرفية غير ثابتة بينما الحق ثابت أبداَ، أما السياسة فهي تقوية المقدرة للوصول إلى تلك الأهداف الحقــّـة، وإذا كانت مآخذنا على جهة معيـّـنة ضعفها بالذات، فعلينا في هذه الحال إزالة تلك المآخذ بمساندة تلك الجهة وتقويتها، وما أحوَج الأمة الآشــورية إلى مراجعة الذات.



    بعد معايشة كل هذه المهازل، على الشعب الآشوري التفكير جيدا قبل الإدلاء بصوته، ففي حال غياب الطرح الآشوري الحقيقي في العراق عن الإنتخابات القادمة، يجب على الشعب الآشوري مقاطعة الإنتخابات كتسجيل موقف ولو أن ذلك قد لا يؤثر على وصول الدّمى إلى البرلمان، ولكن أقلــّــه لن يتم تمرير المؤامرات ضدّ الشعب الآشوري بشكل مشروع كما حصل خلال السنوات الأخيرة، والمقاطعة هي الطريقة الوحيدة التي تجبر السياسي الآشوري على احترام شرفه القومي طالما ليس باستطاعة الشعب إسكاته بالطرق المناسبة، وإلا فإنّ التمثيل الآشوري العميل سيكون عارا على الناخب الآشوري والأمة الآشورية بشكل عام، قبل أن يكون عاراَ على الممثل وحزبه.
    ضرغام شهارة
    ضرغام شهارة
    مدير عام
    مدير عام


    ذكر عدد المساهمات : 3101
    تاريخ التسجيل : 04/06/2009
    العمر : 46
    الموقع : القوش

    فوضة اشورية............ Empty رد: فوضة اشورية............

    مُساهمة من طرف ضرغام شهارة الأربعاء يناير 20, 2010 10:43 am

    عاشوووووووو حبي على الفوضة الاشورية

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 4:14 pm