هل ادرك العراقيون حقيقة السستاني ؟

منذ سنوات عديدة هناك حقيقة لم يدركها اغلب المجتمع العراقي بالخصوص وهي انه ليس كل رجالات الحوزة ( المعممين) هم ثقات ولقد حاول السيد الشهيد الصدر الثاني (قد) في كثير من المناسبات والخطب توضيح هذه الحقيقة للمجتمع الذي كان يعطي هالة قدسية للمعمم وقد اوضح السيد الشهيد الصدر (قد) انه ليس كل المعممين هم ورعين وعدول ويمكن الوثوق بهم بل بالعكس هناك اشخاص في الظاهر هم علماء ويتظاهرون بالتقوى والميل عن الدنيا والقدسية بينما في الحقيقة هم اخطر ما يكون على الاسلام وعلى المذهب ولقد سعت جهات عديدة بعد الاحتلال البريطاني للعراق ان تزرع اشخاص ولائها للمشروع الصهيوني العالمي بشتى الطرق وقد نجحت للاسف في ذلك على غفلة من الناس.
وبعد سنوات طويلة حصدت تلك الجهات من كانت تسعى اليه منذ سنوات ، فبعد وفات السيد الخوئي (قد) ظهر شخص يسمى السستاني من العدم على انه المرجع الديني الاعلى للشيعة في العالم في حين انه لم يكن يمتلك ابسط المقومات التي تؤهله لذلك ، فلم يعرف عنه انه كان من الطالاب البارزين ولا يمتلك اي بحث فقهي او اصولي يثبت فيه امتلاكه قوة الاستنباط فكيف استطاع ان يصل الى تلك المكانة الحساسة والخطيرة ؟
ان الكثير من المتتبيعن لشؤون الحوزة في تلك الفترة اي بعد وفاة الخوئي يعرف هذه الحادثة المهمة و الخطيرة وهي انه بعد وفاة الخوئي جاء ابنه (عبد المجيد) الى الحوزة وعرض على عدة علماء من بينهم السيد عبد الاعلى السبزواري والشيخ البروجردي (قد) وعرض عليهم ان يكون زعيماً للحوزة مقابل ان تكون الثروة المالية الهائلة والمؤسسات التي كان يمتلكها الخوئي والتي مقرها في لندن ان تدار من قبله مقابل ان يروج ويتعهد عبد المجيد الخوئي بان يعلن ذلك الشخص على انه المرجع الديني الاعلى فرفض هؤلاء ذلك العرض وفي غفلة من الزمن ظهر السستاني ووافق على هذا الامر وتم الاتفاق معه بينما كان السيد الشهيد الصدر محاصر في بيته والمتصدي للزعامة بعد الخوئي ولعدة اشهر هو السيد عبد الاعلى السبزواري بينما الالة الاعلامية كانت تروج للسستاني على انه اوصى به الخوئي من بعده وانه كان من المقربين منه ومن ابرز طلابه فاذا كان الامر كذلك كيف تصدى السيد عبد الاعلى السبزواري للمرجعية مع وجود السستاني واذا كانت هناك وصية مزعومة لماذا لم يأخذ بها ابنه عبد المجيد الخوئي وعمد الى البحث عن اي شخص يوافق على شروطه مقابل اعلانه انه زعيم الحوزة؟
وبعد كل هذه الخطط والجهود حصدت تلك الجهات ما كانت تسعى اليه في ايجاد شخص يمثل مصالح ومخططات تلك الجهات (اليهود) ولذلك نجد السيد الشهيد الصدر قال كلمته المشهورة ( هدمت مخططات الف سنة) لانه كان يدرك هذه الحقيقة ويحاول بشتى الطرق توضيحها للمجتمع الذي كان ولا يزال يعاني من الجهل والتخلف (للاسف) .
وبعد التي واللتيا مرت على العراق والعراقيين كوارث ومأسي كثيرة بداً من الحصار القاتل وظلم الطاغية صدام اللعين ومروراً بالاحتلال الامريكي الصهيوني للعراق وما خلفه من ويلات على العراقيين والطائفية والنهب والسلب والحكومةات الفاسدة المتعاقبة منذ سنوات والسرقات ونقص الخدمات وابسط حقوق الناس بسبب الفساد والفاسدين والحملات التكفيرية ( الفكرية العسكرية الدموية) ضد مذهب الحق كل هذه المواقف التي مرت على العراقيين في هذا البلد والسستاني موجود !
وهنا نسأل كل انسان عاقل ماذا كان دور السستاني في كل هذه المواقف ولماذا سكت ويسكت على طول الخط ؟؟؟
اليس من حق كل انسان منصف ان يسأل ما هو المبرر والسبب في سكوته كل هذه السنوات وامام كل هذه المأسي ؟