وقفه تأمل

يوم .. اعتيادي ..


مضيت فيه .. كعادتي .. بتفاصيلي الصغيرة والكبيرة ..


وبينما أنا .. مشغولة بكثير ..من التفاصيل التي منعتني من التفكير .. بقدر ما .. جلعتني انغمس .. في ما يشغلني الآن


مشيت في طريق .. فيه الكثير من الأشجار .. البشر ..


في لحظة ما ..


وقفت ..


ووقف دوران الكرة الأرضية حولي ..


نضرت إلى الشجرة .. وتساءلت .. يا ترى .. منذ متى .. نشأت هنا ..


وعاشت .. ويا ترى .. من سيقتلعها ذات يوم من جذورها .. لكي يبني له


بيت .. ربما


أو .. لكي .. ينشئون .. مصنع .. أو أغيرة


فيما أنا غارقة بمصير الشجرة


وقع نضري على البقعة .. التي .. زرعت فيها


تساءلت ..


يا ترى ماذا كان يوجد .. مكان هذه الشجرة .. من مئة عام .. أو ألف عام ..


يا ترى .. من سكن هنا ..


وأي أنواع من البشر .. مشت بنفس الطريق ..


تفكرت .. أي بشرية .. سكنت هذه البقعة


ويا ترى .. كيف كانوا يعيشون .. وهل كانوا .. يتأملون .. في تلك اللحظة من


سيعيش في هذه البقعة بعدهم !!! مثلما أنا أتفكر .. في ما اندثر تحت


التراب !



ومن هذه الفكرة .. تدفق نضري إلى السماء .. وما حولها ..


نضرت بنضرة ملئ عيناي .. ملئ عقلي .. ملئ أنفاسي


تأملت السماء .. وما فوقها .. وما فوق فوقها


وما بعد الفضاء ..


تأملت .. فيما .. وراء بقعتي ألتي اقف فيها وكيف تمتد المسافات .. الى


بعيد البعيد ليأتوا لنا بشر مختلفون عنا بالتفكير وطريقة العيش ..


وبالمعتقدات وكل شيء !


انذهلت مما تصنع المسافات من فروق جسيمة


ومما .. تخلق الفضائيات .. من أعاجيب غير قابلة للفهم أو الأستيعاب


وكأنني للحظة .. شللت جسدي ..


تحررت من مكاني .. وزماني ..


كأن جسدي .. لا وجود له


أطلقت العنان .. لعقلي .. فقط .. لأفكاري .. لأعاصير تأملاتي .. بدون أن


أحس بأي شيء حولي


حتى .. أنفاسي ..



كم كان .. الشعور .. مختلف ..


كم تساوت عندي الأشياء


وتشابهت عندي الأماكن


وأصبح البشر .. لغة واحدة .. لون واحد .. مستوى واحد ... وحركة واحدة


وكأنهم .. جنود نمل .. تأتي هنا وتذهب هناك .. بحركة .. دورانية .. لكي ..


يسارع كل طريقة .. وهدفه ..



تساءلت .. عما تحت الأرض ..


وعن مركزها


قطرها الذي يدور لكي .. ينجب لنا الفصول الأربعة ..!!


تساءلت .. عن الشمس التي تختفي الآن شيئا فشيئا عن ناضري ..


نعم .. سوف تهرب من مكاني وبلادي .. لتشرق على بشر آخرون .. يريدون


أن يبدأون يوما جديدا .. بعد سبات ليل .. هادئ !


ونحن


سوف .. نغرق ..في .. تفاصيلنا الصغيرة



اليومية


دون أن نلتفت لزيارات الشمس ! لنا ولبقية البشر


كم هي الشمس حنون !


فهي لا تفرق بين البشر .. ولا .. تنضر .. للغاتهم ولا ألوانهم ولا أديانهم


أنها تسقى كل بشري .. وكل خلية على هذه الأرض ! بدون مقابل !!


تأملت .. في ضوء النهار اللذي انسحب .. وفر بعيدا عني .. وعن البقية


ياترى .. هل للضوء .. شعور ! وقرار !


ياترى .. هل للظلام اللذي بدأ يكسوني .. حنين .. وأنين !


مثلما .. نحن البشر .. أغرقنا الليل بكامل أسانا ..


وأغرقناه بكامل أحزاننا ..!


ياترى هل لأن لونه مضلم ..!


أم لأننا استهلكنا .. كل برائتة في أخفاء إسرارنا تحت عبائتة



واستهلكنا ..


مافية .. من بقايا نور !!



فجأة ..


أحسست بنسمة هواء .. أيقظتني .. من .. بحر هائج .. من التأمل ..


أحسست .. بزلزال من وعي .. يقذفني إلى واقع


بعيد .. جدا .. عن عذوبة .. تأملاتي


عذوبة عالم .. مخلوق بغرابة .. شديدة


فوق قدرتنا على ... محاولة تفكيك معادلاته


أو تحليل .. جزئياته


أين أنا من هذا الكون


وأين أنا من البشرية القابعة في كل أنحاء الكون المدور .. باختلاف كل شيء


بينهم


لماذا .. نحن البشر .. نعقد .. الحياة .. ونخلق المبادئ المتحيز وربما


المتعصبة .. ونضع الحدود .. والفروقات ..


ونلغي .. كوننا من جنس واحد .. وروح واحدة


ولازلنا أبعد ما يكون .. عن الأقتراب والأندماج !


لماذا نحن البشر


بكل ماهو موجود .. وكل مانعرف ومالا نعرف .. لا يأخذ حيز من تفكيرنا


وإقناعنا


أن هناك أشياء أعمق في الحياة


في الوجود


في أنفسنا وأرواحنا


لماذا ياترى .. نطيل التفكير في التفاصيل الصغيرة


ونرفض .. الكبير منها


نطيل التفكير في الماضي وما حدث فيه ..


ونتجاهل بنسيان


أننا .. نقطة فقط في هذه الكرة المدورة


نقطة فقط لا أكثر !!!



أنها لحظة فقط من لحظات تأملي .. قد .. فجرت في داخلي رغبة عظيمة بالتعبير والتفكير

يسلمو الموضوع كلش حلو

يسلمووووووووو

يسلموووووووووو

عاشت ايدك اخويه على الموضوع

تحياتي للجميع

يسلمو

عاشت الايادي